بكالوريا تجريبية في مادة الفلسفة ثانوية دايخ بشير بئر العرش- سطيف 2009/08
عالج موضوعا واحدا على الخيار
الموضوع الأول:
هل الممارسة الاقتصادية تقتضي تجاوز كل اعتبار أخلاقي؟
الموضوع الثـاني:
أثبت بالبرهان صدق القول: "إن الأبطال والعلماء ورجال الدين يصنعون الضمير على أساس الوعي الأخلاقي، لا على أساس التقليد والإتباع".
الموضوع الثالـث:
تحليل نص
" لما كان الملك طبيعيا للإنسان لِمَا فيه من طبيعة الاجتماع، وكان الإنسان أقرب إلى خلال الخير من خلال الشر بأصل فطرته وقوته الناطقة العاقلة، لأن الشر إنما جاءه من قبل القوى الحيوانية التي فيه، وأما من حيث هو إنسان فهو إلى الخير وخلاله أقرب. والملك والسياسة إنما كان له من حيث هو إنسان، لأنهما للإنسان خاصة لا للحيوان، فإذن، خلال الخير فيه هي التي تناسب السياسة والملك، إذ الخير هو المناسب للسياسة.
وقد ذكرنا أن المجد له أصل يبنى عليه، وتتحقق به حقيقته، وهو العصبية والعَشِيرُ وفرع يتمم وجوده ويكمله وهو الخلال. وإذا كان الملك غاية للعصبية، فهو غاية لفروعها ومتمماتها وهي الخلال، لأن وجوده دون متمماته كوجود شخص مقطوع الأعضاء. وإذا كان وجود العصبية فقط من غير انتحال الخلال الحميدة نقصا في أهل البيوت والأحساب، فما ظنك بأهل الملك الذي هو غاية لكل مجد، ونهاية لكل حسب.
وأيضا فالسياسة والملك هي كفالة للخلق بالخير ومراعاة المصالح، وهذا البرهان أوثق من الأول، وأصح مبنًى؛ فقد تبين أن خلال الخير شاهدة بوجود الملك لمن وجدت له العصبية، فإذا نظرنا في أهل العصبية ومن حصل لهم من الغَلَبِ على كثير من النواحي والأمم، فوجدناهم يتنافسون في الخير وخلاله من الكرم، وتعظيم الشريعة، وإجلال العلماء الحاملين لها، والوقوف عند ما يحددونه لهم من فعل أو تركٍ وحسن الظن بهم، والانقياد إلى الحق مع الداعي إليه، وإنصاف المستضعفين من أنفسهم، واستماع شكوى المستغيثين، والتدين بالشرائع والعبادات، والقيام عليها وعلى أسبابها، والتجافي عن الغدر والمكر والخديعة، ونقض العهد، وأمثال ذلك؛ عَلِمنا أن هذه خُلُقُ السياسة قد حصلت لديهم، واستحقوا بها أن يكونوا ساسة لمن تحت أيديهم أو على العموم.
"عبد الرحمن بن خلدون "
المطلوب : أكتب مقالا فلسفيا تعالج فيه مضمون النص.
عن أستاذي المادة: ب / م
دمتم محبين للحكمة و عشاقا للحقيقة