شبابنا..... الى اين ؟ شبابنا..... الى اين ؟
أوقفني
مشهدٌ رأيته على القناة الرياضية السعودية على الهواء مباشرة لملعب كرة
القدم وهو يضجّ بالمشجعين لحضور المباراة النهائية، وقد بقي على وقت
المباراة خمسُ ساعات..
المذيع يلتقي مع الجماهير، نعم!.. إنهم شباب ما
بين الخامسة عشرة إلى العشرين يتكلمون في سعادة وكأنهم قاموا بإنجاز عظيم!
بعضهم يقول مفاخرًا: إنه أتى قبل ساعات.
آلمني المشهد كثيرًا..
شبابنا..
إلى أين؟ إلى متى؟ أوقاتهم تهدر.. طاقتهم تضيع.. شيء مؤسف.. أين أهلهم؟
أيعرفون أنهم يقضون هذا الوقت هكذا، أم لا يعرفون أساسًا أين يقضون
أوقاتهم؟!
من المسئول عن هذا؟
كيف نترك أبناءنا هكذا؟! هذا المشهد هو واحد من ملايين المشاهد التي لم نرها في قضاء أوقاتهم.
إن
الشباب في مرحلة المراهقة مهيئون أكثر من غيرهم لتقليد الشخصيات، نعم..
فهم محتاجون لـ"قدوة" ومعلم يرشدهم إلى الطريق.. إذا لم تقف الأسرة مع
أبنائها في هذه المرحلة التأسيسية.. فإلى من يلجأ الشباب إذن ليكون قدوته؟
إن
الأمة تحتاج منا شبابًا عالمين عاملين، وإلا فنحن في "أمية" من نوع آخر
ليست هي الجهل بالقراءة، بل هي الجهل بالتزام ما نعتقده ونعلمه ونقرؤه
التزامًا عمليًّا في كل شئون حياتنا؛ في المنزل، والمكتب، والشارع،
والمصنع...
أتمنى أن أغمض عيني لأرى هؤلاء الشباب في مكان آخر؛ هذا
بالمكتبة ينهل من غزير المعرفة، وهذا في حلقة لذكر، وذا يشغل وقته في شيء
مفيد، وذا ينمي موهبته، وذاك يشاهد برنامجًا نافعًا، وهذا يخطط لمستقبله،
وذاك يحاول أن يكتشف حلاًّ لمشكلته، وذا يحضر دورة تدريبية، وذا مع والده
يتناقش معه ويتحاور، وذا وذاك وهذا... إلخ.
هل سيأتي اليوم الذي أرى أبناءك يا وطني في تطور؟!
إن العمر الذي يملكه الإنسان نعمة كبرى يحمد الله عليها، والحياة أمامه فرصة للنجاح؛ ولذلك امتنّ الله بالليل والنهار على عباده،
فقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ
وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} [غافر: 61].