تعتبر برمنغهام ثاني أكبر مدينة في انكلترا، ومع ذلك إذا سألت أحد سكان لندن عنها فقد ينظر اليك، وفي وجهه علامات الحيرة، أو يبدأ في تقليد لكنة سكان برمنغهام. أي ان الناس عادة لا يعرفون الكثير عن هذه المدينة التي تقع في وسط البلاد، والتي تتميز بوجود أحياء متعددة الاثنية تعج بالنشاط، وتحمل سمة حاضرة تعيش مرحلة ما بعد الثورة الصناعية، وهي مدينة كبيرة ومتسعة، يسودها جو ودود ومرح.
وقد كانت برمنغهام في السابق أحد معاقل الثورة الصناعية، مدية كانت تعلوها المدخن، ويغطيها السخام والدخان. وكانت توصف بانها «سوداء في النهار، وحمراء في الليل»، غير ان الصناعات الثقيلة غادرت مركز المدينة، ولكن القنوات التي كان ينقل عبرها فحم المدينة وثرواتها ظلت في مكانها، ويقال ان طول القنوات فيها يفوق طول قنوات البندقية.
ويستطيع الزائر بداية جولته في القنوات من مبنى كيوب، الذي يبدو وكأنه تم بناؤه بقطع الليغو يضم متاجر وفندقاً وشققاً. ومن هناك يستطيع التوجه الى قلب برمنغهام الجديد في الجانب الشمالي الشرقي، والاتجاه شرقاً عند تقاطع القناة الكبرى، وعبر العديد من المباني القديمة العديدة، وعندها سوف يشعر بالتغيير من المناطق الراقية التي تعود الى مرحلة ما بعد الصناعة الى تلك العادية التي تعود الى المرحلة ذاتها، فقد أحيت المدينة المعالم الصناعية المهملة في عملية مستمرة بديعة.
ويوجد من المطاعم الراقية - التي حازت نجمة ميشلين، التي تمنح للامتياز - عدد يفوق أي مدينة اخرى خارج لندن، غير ان برمنغهاممشهورة بمطاعم البالتي التقليدية، التي تقدم الكاري الكشميري، الذي استوردته المدينة، وطورته الجاليات المنتمية الى جنوب آسيا. وبالتجول في شارع ليدي بول في المنطقة التي يطلق عليها مثلث البالتي سوف تشاهد المكاتب الاسلامية ومكاتب السفريات التي تعلن عن رحلات لاداء مناسك الحج والعمرة، ويبتعد معظم المطاعم في ذلك المثلث عن بيع الكحول.
وهنالك منطقة المجوهرات في شارع تشرش ستريت، ولمصانع المجوهرات تقاليد وتاريخ يعود الى عدة قرن في برمنغهام، وهناك العديد من محلات بيع الحلي والمجوهرات المنتجة محلياً، ويجب الا يفوت الزائر - ايضاً - الذهاب في جولة الى متحف المجوهرات المقام في مبنى مصنع أغلق في عام 1981، وغادره العاملون بعد اغلاقه بالمفتاح وتركوا كل شيء كما هو في مكانه، بما في ذلك نثار الذهب على أرضية المصنع.
ويجب الا ننسى ان برمنغهام تقع على مسافة قريبة من مدينة ستراتفورد - ابون - ايفون، مسقط رأس الشاعر المسرحي الشهير وليام شكسبير، وهي فرصة لزيارة تلك المدينة التاريخية، وحضور احد عروض مسرحيات شكسبير.
ومن بينها مشروع المكتبة المركزية، وليس بعيداً عنها تجد الشارع الجديد المؤدي الى بول رينغ، السوق الذي تجد فيه كل ما ترغب في شرائه، ومن بين المحال في ذلك السوق فرع لمحل سلفريدجيز الشهير، الذي يعتبر معماره وتصميمه ممثلاً لوجهبرمنغهام الجديد، وهو مكوّن من اربعة طوابق، وقد افتُتح قبل تسع سنوات، الا انه ما زال ينتمي الى المستقبل.
وان كان زائر المدينة من محبي كرة القدم فان عليه حضوره مباراة لاحد اندية المدينة الشهيرة، مثل آستون فيلاً، وهو نادٍ له تاريخ كروي حافل، ويعد الامير وليام والممثل الاميركي توم هانكس من بين مشجعيه المتحمسين.