بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الصائم .. لحظة من فضلك !
لقد مضى من شهر رمضان يومين
فماذا فعلت؟
وماذا قدمت من خير ؟!
أيها الصائم لحظة.. من فضلك !
هل حافظت في اليومين الأولين لــ هذا الشهر على الصلوات في المسجد؟!
أم أن صلاة الفجر والعصر لم تحسب حسابهما ؟
والآن تبقى 28 يوما من رمضان؟؟
قال تعالى
{ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابآ موقوتاً }
وقال تعالى :
{حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى }
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
"صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة "
متفق عليه
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه
(من سمع المنادي فلم يجب لم يرد الله به خيراً)
أيها الصائم ..
وماذا فعلت في مجال الصدقة في اليومين الأولين من هذا الشهر ؟؟
هل أنفقت ؟
هل تصدقت ولو بشيء يسير؟
فكم من فقير ينتظر
وكم من يتيم منكسر
وكم من أرملة تتلهف
فهل ستنفق وتتصدق فيما بقي من الشهر؟
خاصة وأنت تعلم قول المولى عز وجل
{ ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عبادة
ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم }
وتعلم قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله "
ويقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله
(الصلاة تبلغك نصف الطريق والصوم يبلغك باب الملك والصدقة تدخلك عليه)
ويقول الإمام أحمد رحمه الله :
(ظل المؤمن يوم القيامة صدقته)
أيها الصائم ..
ترى ماذا فعلت مع القرآن الكريم في هذا الشهر؟!
كم ختمته من مرة في اليومين الأولين ؟
لا تقل أنك لم تختمه ولا مرة فإنها مصيبة فالذي لا يختم في رمضان
ففي غيره من باب أولى
أمامك الآن مايقارب 28 يوما
فهل ستراك تعوض ما فات وتقبل على كتاب رب السموات
قراءة وتدبرا وتفهما ؟!
فمثلك لا يجهل قول الله تعالى :
{وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً}
وقوله:
{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}
وقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم :
" اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعآ لأصحابه " رواه مسلم
أما سعد بن أبي وقاص فيقول:
( من ختم القرآن نهارآ صلت عليه الملائكة حتى يمسي
ومن ختمه ليلآ صلت عليه الملائكة حتى يصبح )
أيها الصائم ..
وفي مجال التوبة ماذا فعلت؟!
هل عزمت فيما مضى من الشهر أن تتوب
توبة صادقة عامة من جميع معاصيك؟
هل عاهدت ربك على تلك المعصية
التي تراودها بين الفينة والأخرى ؟
هل عاهدته على الإقلاع عنها؟!
إذا ..أمامك الفرصة الآن فلا تضيعها
فمن لم يتب في شهر التوبة
فمتى سيتوب؟
أمامك 28 يوما من رمضان فاربأ بنفسك..
قال سبحانه :
{وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى}
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائه مرة " رواه مسلم
أيها الصائم..
قل لي بربك ماذا فعلت في هذا الشهر مع قلبك ؟؟
هل عالجته عن الحقد والحسد والبغضاء ؟
هل طهرته من السمعة والرياء؟
هل صفيت قلبك لإخوانك المسلمين ؟
هل حاولت أن يكون قلبك سليما ؟
أخي ..لا تحزن
لا يزال في الأمرمتسع
فعليك فيما بقي من الشهر أن تعالج قلبك ليكون سليما
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا
ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا
المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه
ولا يحقره ، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات -
بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام :
دمه وماله وعرضه " رواه مسلم
أيها الصائم .. لحظة من فضلك
هل طلبت ممن تكلمت في أعراضهم أن يبيحوك ويسامحوك؟
ألم تخف دعوة مظلوم يرفعها الله فوق الغمام
فيقول لأنصرنك ولو بعد حين؟
إن المسلم أقرب وألين ما يكون في رمضان
فانطلق إلى أخيك واطلب السماح منه
وستجد الصدر الرحب والقلب المتسع
(إنما المؤمنون أخوة)
أيها الصائم.. مضى من الشهر يومين
فهل قمت بشيء من الدعوة إلى الله؟؟
هل نصحت مقصراً؟
هل أرشدت ضالاً؟
هل أنكرت منكراً؟
قال تعالى:
{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( بلغوا عني ولو آية)
فقدم ما تستطيع من الدعوة إلى الله
أخيرا أيها الصائم تذكر:
العمرة في رمضان
الاعتكاف ولو بعض الأيام
إخراج زكاة أموالك
صدقة الفطر