قال.. كذبت أمي !!
.
سأل الأب أبنه ذي الثماني سنوات ذات مرة
ما الفرق يا بني بين أمك رحمها الله
وبين أمك الجديدة زوجة أبيك الحالية ؟
قال : أمي التي ماتت كانت كاذبة
أما أمي الجديدة فصادقة.
وهنا غضب الأب من جواب ابنه وتعجب
ثم سأله: كيف تصف أمك التي ولدتك بأنها كاذبة ؟
فرد الصغير, عندما كنت أشاغب وألهو بالمنزل
كانت أمي وقتئذ تنصحني بأن أهدأ ثم تحذرني بأنني لو لم أهدأ , فإنها لن تطعمني فأركض عندئذ خارج المنزل والعب دون أن أبالي . وبالرغم من غضبها مني كانت تخرج إلى الشارع لكي تسحبني معها ثانية للمنزل وتجلسني على حجرها
لكي تطعمني فهي بهذا تكون قد كذبت بأنها لن تطعمني كما حذرتني مسبقا وعلي سبيل المقارنة
فإن زوجة والدي (أمي الثانية) تقول لي أيضا بأنني إن شاغبت فإنها
لن تطعمني , وهي لها يومان لم تطعمني فعلاومن ثم , فهي صادقة !
وهنا فقد شرح الصغير بحكمة عفوية بالرغم من صغر سنه
أن الأم هي من تجوع لتطعمك وتتوعدك
ثم تغفر و تعفو وتسامح وغضبها هنا تربية
فأين نحن من برنا لأمهاتنا ؟
أمك في حملها لك تبكي
وعندما تضعك أيضا تعاني ألما و تبكي
وحين تغيب , فإنها تعاني من القلق عليك وأيضا تبكي
وحين تمرض فإنها تدعو لك وقد تبكي
وحين تفقدك فإن قلبها يموت كمدا عليك فتنوح وتبكي
والتساؤلات هنا في المقابل
تلافيا لبكائها
هل حرصت أبدا على ألا تغيب عنها ؟
وأن تسأل عنها ؟ و أن تبرها ؟
هل اهتممت يوما بالتأكد من أنها ليست ببأس أو بعافية
ولا تشكو من أي مرض ما ؟
هل تنام على شبع ؟
وهل لديها ما يكفيها وما تحتاجه ؟
هل تشاركها أفراحها وأحزانها ؟
هل تقبلها وتحوطها بحنانك وتحرص علي تجنبك عقوقها ؟
وهل تحظي دائما بدعواتها لك ورضاها عنك ؟
ولو كانت متوفاة , فهل زرت قبرها يوما ؟
وتذكر أنها حتما تنتظر زيارتك لقبرها والدعاء لرحمتها والصدقة علي روحها . وكل هذا لو كنت تطمح إلي أن تنال الأجر العظيم والثواب الكبير.
فقط تذكر حقيقة أن أمك هي الشخص الوحيد في حياتك التي تدعو لك بالصحة و السعادة و سعة الرزق ولا تنتظر منك مقابلا لهذا ولا يوجد أي شخص حولك أيا كان يمكن أن يخدمك مثلها دون مقابل !ويريدك أفضل منه
وفي حديث صحيح عن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام , أن أحد الصحابة أتي إليه يوما يسأله : من أحق بصحابتي يا رسول الله ؟ فقال له الرسول : أمك , فسأله الصحابي ثانيا : ثم من ؟ فقال له الرسول ثانية : أمك , فسأله الصحابي ثالثا : ثم من؟ فقال له الرسول ثالثا : أمك , فسأله الصحابي رابعا : ثم من؟ فأجابه الرسول هنا : أبوك . وهذا الحديث يعلمنا أن الرسول عليه السلام يوصينا بالأم ثلاث مرات قبل الأب .
ولقد جعل الله رضي الوالدين مباشرة من بعد رضاؤه
فكثير منا لهى بمشاغل الدنيا ونسي ما عليه من بر لوالديه ومن الجدير بالذكر هنا أن موت الوالدين يغلق إحدى أبواب الجنة ومن سم فنحن ننصح من له أبوين بأن يبر بهم في حياتهما قبل فوات الأوان وأن يدعو لهم
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا"