نرتبط في رمضان بالمساجد أكثر من أي وقت آخر ونجتهد في الطاعات من قراءة للقرآن وقيام لليل ومجالسة لأهل الخير
ولابد أنك قد لاحظت على جباه بعضهم
علامة السجدة !
وحتماً تساءلت مثلي عن سبب وجود هذه العلامة عند البعض و عدم وجودها عند الآخرين ؟
أدعوك الآن لتشاركني في رحلة علمية للبحث عن الحقيقة
بداية لنلقي نظرة على تركيب الجلد
كما تلاحظ في الصورة فالجلد يتكون من طبقات مختلفة أولها البشرة وتليها الأدمة ثم فيما بعد الطبقة تحت الجلدية
سأسلط الضوء هنا فقط على الطبقة الخارجية من البشرة وهي الطبقة المتقرنة لأننا سنحتاجها لاحقاً لفهم هذا الموضوع
ملاحظة : لا تنسى أن تتفكر في عظمة خلق الله عند قراءة المعلومات التالية
تتكون هذه الطبقة من 15-20 طبقة من الخلايا الميتة لا تحتوي على أنوية تعمل كسد ذريع يحمي الأنسجة الداخلية من العدوى بشتى أنواعها البكتيرية ، الفيروسية ، الفطرية والطفيلية ومن المؤثرات الكيميائية والفيزيائية أو الميكا\** تم الحدف الكلمة الغير المرغوب فيها **/ية.
كما تحتوي خلايا هذه الطبقة على بروتين يسمى الكيراتين يقوم بحفظ رطوبة الجلد وذلك بمنع تبخر الماء وكذلك يضيف للجلد خاصية الانبساط أو التمدد عند شده. وتختلف سماكة هذه الطبقة من جزء لآخر في الجسم حسب مقدار تعرض ذلك الجزء للمؤثرات الخارجية وبالتالي فهي بلا شك أكثر سمكاً في كف اليد وباطن القدم منها في جفن العين والجبهة.
يقوم المسلمون بالسجود في اليوم والليلة 34 مرة في الصلوات الخمس المفروضة ، قد تزيد بالسنن الراتبة وقيام الليل إلى ماشاءالله
ومع كل سجدة تلامس الجبهة الأرض وتحتك بها فهي من السبعة الأعظم التي أمر نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بالسجود عليها ، أتذكر ذلك ؟
ينتج من هذا الاحتكاك المستمر شيئان : تصلب في الجلد وتغير في لونه
وهذا لا يحدث فقط مع احتكاك الجبهة أثناء
السجود في الصلاة بل نراه في حالات أخرى مثل :
- أيدي أصحاب المهن اليدوية كالمزارع و النجار و ميكا\** تم الحدف الكلمة الغير المرغوب فيها **/ي السيارات الذين يستخدمون أيديهم باستمرار وتحتك بأشياء مختلفة
- التصلب وتغير اللون الذي يلاحظ وجوده أحيانا في منطقة الركبة لدى الأطفال عندما يكونون في مرحلة الحبو بسبب احتكاك ركبهم بالأرض
- التصلب وتغير اللون على مفصل الكوع نتيجة الاتكاء عليه
- التصلب وتغير اللون في كعب القدم نتيجة الوقوف أو المشي حافياً
ربما أن فضولك يدفعك لمعرفة التغيرات التي تحصل في الجلد حتى
تظهر هذه السجدة ، أليس كذلك ؟
لن أتعبك بالقراءة فصورة خير من ألف كلمة !
تعرفنا سابقاً على تركيب الجلد الطبيعي من خلال هذه الصورة
مايحدث في الجلد حتى
تظهر السجدة هي عملية تعرف بفرط التقرن ( Hyperkeratosis ) حيث يتعامل الجسم مع الاحتكاك المستمر كمؤثر خارجي ضار فتقوم الطبقة القرنية من البشرة (Epidrmis) بانقسامات متتالية لتزيد من سمكها الطبيعي حماية للجسم فتتحول من هذا السمك الضئيل الموضح في الصورة التالية
إلى أكثر سماكة كما هو موضح من خلال السهم الأحمر في الصورة التالية
يبقى السؤال :
لماذا نجدها عند البعض وليس الجميع ؟
الجواب في غاية السهولة و أجمعه في سببين :
الأول : اختلاف البشرة من شخص لآخر ومن شعب لآخر
الثاني : اختلاف الأسطح الذي يسجد عليها المصلين فمنهم من يسجد على سجاد أملس ومنهم من يسجد على رخام ومنهم من يسجد على رمل أو حصى ، بالتالي كلما زادت خشونة السطح كان ذلك أدعى لظهور هذه العلامة على الجبهة