مارايك في موقف المعتزلة لمصدرالقيمة الاخلاقية ؟ اشتد النقاش على مصدر القيمة الاخلاقية عند المسلمين فراي المعتتزلة ان الانسان كان يرتاح في لبعض الاعمال وينزع من اخرى قبل مجئ الشرع الا يعني هذا ان الانسان كان يعرف الخير والشر بعقله قبل مجيئ الشر؟ لكن الاشعرية من جهتهم يتسالون الم نطلق على المرحلى التي عاشها الانسان قبل الاسلامن بالجاهلية مما يدل على جهلهم للخير وما يجب فعله او تركه الا بعد مجيء الشرع ؟ الايعني هذا ان الشرع هو الذي هدى الانسان الى الخير ونهاه عن الشر؟ والمشكل المطروح هل العقل هومصدر القيمة الاخلاقية ام الشرع ؟
المعتزلة فرقة مسلمة من اهم فرق علم الكلام اقامت مذهبها على النظر العقلي واولت تعاليم الدين تاويلا يتفق مع العقل من اهم المسائل التي اهتمت بها مسالة القبح في الافعال ليس الخير خيرا عندهم لان الله امر به وليس الشر شرا لان الله نهي عنه ولكن الخير خير في ذاته والشر في ذاته فهما قيمتان اخلاقيتيان مطلقتان ولايمكن ان يكون الصدق قبحا كما لا يمكن ان يكون الكذب حسنا واذال كان الله قد فرض الصدق ونهى عن الكذب فلذلك لما فيهما من حسن وقبح في ذاتيهما ان الانسان عند المعتزلة كان يدرك الخير والشر بعقله قبل وروده الشرع فكان ضميره يرتاح لبعض الاعمال وينزع من الخرى كان يرتاح مثلا للشجاعة و الكرم وينزعج من الجبن والخيانة كما ان اقبال الانسان على التعاليم التى جاء بها الدين الاسلامي بتلقائية كبيرة دليل على انها كانت تتقف مع في عقله من قيم اخلاقية فلو اتى الشرع بما لا يدركه عقل الانسان لما اقبل الانسان عليه، كما ان الشرع لم يحكم في جميهع المسائل التى اعترضت حياة الانسان واستعمال المشرع للعقل لادراك الخير والشر في الامور التي لم يرد فيها نص دليل على ان الخير والشر يدركان بالعقل ويرفض المعتزلة فكرة ان يتوقف الشرع عند حد القياس التي دعى اليها بعض العلماء المسلمين بل يمكنه ان يتعدى ذلك الى امور ليس لها اصل تقاس عليه ، ولكن اذاكان الانسان قبل ورود الشرع يتصور الخير والشر فانه لم يكن قادرا على التصديق بهما والمطلوب في الشرع ليس تصور او ادراك الحسن والقبح ولكن التصديق بهما
هذا ما ذهبت اليه فرقة الاشعرية التي تمثل الموقف المقابل للمعتزلىة في مسالة القبح فبي الاسلام فالحسن عندهم ماامر به الشرع والقبح مانهى عنه فلو عكس الشرع الامر فامر بالكذب ونهى عن الصدق لكن الكذب حسنا والصدق قبحا فالحسن والقبح ليسا ذاتيتن كما يعتثقد المعتزلة بل هما اعتبرايان ن والا لم يختلفا ولم يتوقفا على شروط فالقتل قد يكون حسنا اذا كان دفاعا عن الشرف وقبحا اذا كان اعتداء على الضعيف ان الخير و الشر يتبدلان تبعا للضروف والناس يستحسنون ويستقبحون تبعا للشرائع كذلكراى الاشعرية ان قول المعتزلة ان الخير والشر قبليان وان الله حدد الله والنواهي لما في اعمال من خير وشر في ذاتها هو انكار لارادة الله والحرة في الاختيار والله فوق انيقد باي قانون او شر او ان في مسالة الشرع فان الاشعرية يرون ان المشرع يعود دوما الى القران والسنة لاستخلاص الاحكام منهما وهذا يدل على الانسان لايحكم على الفعهل بانه خير او شر الا اذا رجع فيه الى الشرع مالا نفهمه من موقف الاشعرية قولهم ان فكرة ان احكام الشرع تتحقق مع العقل انكار للقدرة الله المطلقة ، ان الله مجبورا على اتباع العقل واصدار الاحكامو الشرعية لانه هو الذي اراد ان تكون لحكامه موفقة للعقل كام ان هذا العقل الذي ميز الله به الانسان عن بقية الحيونات من خلقه هو خلق الانسان اودع فيه شيئا من حكمته وطبيعي ان تتفق احكامه الشرعية مع احكام العقل اما فيما يخص الكذب الذي يصبح حسنا كما في حالة الكذب على المريض فان الحسن العاررض لا ينافي القبح الذاتي
وهكذا لايمكن انه يكون مصدر القيمة الاخلاقية الشرع وحده على اساس ان الانسان كان يجهل الخير والشر اذن هناك من الاعمال ما اشمئزت منه النفوس ونفرت منها القلوب من قبل مجيء الشرع مما يدل على ان الانسان بطبيعته يمكنه ان يعرف الخير والشر غير مجيء الدين اكد القيم الخلاقية واعطي لها صفة شرعية تجعل المرء يصدق بها تصديقا لاشك فيه، فبعد ان كانيتردد بين مايراه حسنا بعقله وبين مايراه الامجتمع قبيحا جاء الشرع وحسم الامر فاصبح مايامر به هو الخيرر الذي لا نقاش فيه وما ينهى عنه هو الشر الذي لا يناقش ايضا
ان الدين الاسلامي اشاد بالهعقل ورفع من شانه فلا تناقض بين الدين والعقل بل الدين والعقل اذا تعونا معا كان مصدرين للتميز بين الحق والباطل وليس هناك ما يمنع القوم بين الحسن ما وفق الشرع والعقل معا والقبح ما خلاف الشرع معا ، وقد روي على احد الصحابة انه سال الرسول " اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جيئت تسال عن البر فقلت نعم قال البر ما اطمئنت اليه النفيس واطمئن اليه القلب والاثم ما حاك في النفس وترردد في النفس وان افتاك الناس افتوك" ،وهذا تاكيد من الرسول صلى الله علية وسلم انه لافرق بين ما يامر به الشرع وما تدركه النفس من امور البر والتقوى وتجدر الاشارة هنا الى ان بعصض الاشاعرة انفسهم لم ينكروا اهمية العقل كعمل مساعد للشرع
وهكذا نستنتج ان العقل والشرع مصدران مهمان من مصادر الحكم على الافعال اذا كنا نحكم على الافعال انها خير اوا شر بعقولنا فان بالشرع نصدق احام العقل.