55 محــــاضــرة في برنامـــج الملتـــقى الــدولي لندرومة
تحتضن مدينة عاصمة الموحدين ومدينة عبد المؤمن بن علي،ندرومة، في الفترة ما بين 24 إلى 26 مارس2011 ، فعاليات الملتقى الدولي السادس لندرومة، والـــذي يشارك فيه نخبة من الأساتذة والباحثين والأكادميين من الجزائر وعدة بلدان عربية وإسلامية، وتشرف على تنظيمه جمعية الموحدية بندرومة، ومن المنتظر أن يعرف الملتقى، الذي ينظم هذا العام في إطار تظـــاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، تقديم ما لا يقل عن 55 محاضرة ومداخلة طيلة الأيام الثلاثة من الملتقى وبمعدل 17 محاضرة في اليوم الواحد، موزعة على اثنتي عشرة ورشة عمل تلم كلها بمختلف محاور الملتقى، كما سيتم خلال الفعاليات تحليل أربعة محاور ومن أبرزها على الإطلاق إبراز طبيعة التراث التاريخي لمنطقة ندرومة ونواحيها كـــقطب علمي وديني وعاصمة ازدهرت بالتجارة والفن والمعمار خلال مرحلة هامة من تاريخ الجزائر وأثناء حكم الموحدين بشكل خاص، إضافة إلى مخلفات هاته الحضارة من تاريخ مادي يشهد لها بالرقي والتطور على غرار الحمامات الشعبية والمـــساجد والمصليات والزوايا والمنزل التقليدي، الذي يشـــكل إرثا حقيقيا لأهل المنطقة وكذا الأزقة والدروب التي تميز المدينة والتي مازالت شاهدة إلى يومـــنا هذا رغم مرور عدة قرون عنها، كما سيشكل التراث اللامادي هو الآخر محورا أساسيا للنـــقاش من خلال ما خلفه أجداد أهل المنطقة وصـــناع تاريخها العريق من حكايات وأساطير وأيضا قصائد وأبيات شعرية، أصبحت خلال فـــترتنا الحالية تستقطب أكبر الفنانين الذين يرددونها في أغاني الطرب الأنــدلسي والحــوزي بأشكاله ومن بينهم الحاج محمد الغافور، وزيادة على ذلك ينتظر أن يكشف الملتقى النقاب على مختلف عادات أهل الجهة والطقوس الممارسة لإحياء مختلف الأعياد الدينية، لاسيما مناسبة عاشوراء والمولد النبوي الشريف، وأيضا مراسيم الزفاف وحتى مراسيم تشييع الجنازة وشواهد القبور والحداد على الموتى وغيرها من العادات والتقاليد الشعبية، ذات الطابع الاجتماعي. كما تشمل التظاهرة أيضا تنظيم معرض كبير يضم جملة من الوثائق التاريخية والمخطوطات التي تمتد في أعماق التاريخ وتعـــتبر من الموروثات الهامة ببلادنا ولا يمكن تقديرها بثمن، خاصة وأن المدينة تعتبر إحدى أكبر جهات الوطن التي تزخر بهذا النوع من الإرث والشواهد المادية المكتوبة التي خطها علماء وأمراء ونبلاء الجهة منذ عشرات السنين، إضافة إلى عرض جملة من المـــراجع القديمة والأثريات التي تم اكتشافها ونواحيها، ناهيك عن نماذج لألبسة تقليدية يرتديها أهل الجهة سواء في الحياة اليومية أو خلال المناسبات والأفراح والأعيـــاد الدينية، وكذا مجموعة من أدوات تقليدية الصنع التي ما زالت متداولة من طرف أهل ندرومة، والتي تتـــخذ من الطبيعة كمادة أولية لمختلف الصناعات، لاسيما الفخار المشهور وكذا بعض الأوانيكالإطباق والسلال والتي تصنع من الحلفاء ومواد بسيطة، كما سيتمكن المشاركون أيضا من اكتشاف طبيعة الفن الأنـــدلسي والحوزي لندرومة والذي يختلف عن المدرســـة التلمسانية اختلافا بســـيطا، من خلال تنظيم سهرتين فنيتين على شرف المشاركين لفرقة الموحدية للطرب الأندلسي، بالإضافة على زيارات لأهـــم معالم ندرومة التاريخية وعــلى رأسها مسجدها العتيق والكـــبير والذي بني في فترة متزامنة مع المســـجد الكبير