◘ مقدمة : تعترض الإنسان موافق معينة تجعل درجة الإنفعال تشتد حتى تبلغ مرحلة الهيجان الذي هو اضظراب يعم الجسم والنفس معا ويختل في التوازن وكونه أيضا ظاهرة معقدة حيث أحد السيكولوجيين والفيزيولوجيين يواجهونه من زوايا مختلفة ويفسرونه بنضريات مختلفة والمشكلة المثارة هي هل الهيجان إضطراب نفسي أم حسي ؟
☻ ق1/ ترى النضرية الذهنية وعلى رأسها العالم الألماني هيربارت 1841 ـ 1976 أن الانفعالات تعود إلى التصورات الذهنية التي هي قوة نشطة في النفس فهي ترى أن الأفعال تنشأ عن مجيء الأمور وفقا لما تصورناه أو خلافا لها ، إذ ترى أن الهيجان يحدث إثر عوامل ذهنية يسببها إدراك الموقف المهيج ثم ينعكس على الجسم في شكل سلوكات حركية وفيزيولوجية مثل شخص ما رأى أسد ثم تصور الموقف فيخاف ثم يضطرب فيزيولوجيا فيهرب . نقد : إنها تبالغ في قيمة التصورات العقلية كأصل لحدوث الإنفعال فليس العقل وحده هو سبب كل إنفعال فهناك النشاط الجسدي أيضا ، كما أن تناول بعض العقاقير يؤدي إلى اضطراب جسمي دون حدوث أي انفعال ذهني .
☻ق2/ ترى النظرية الفيزيولوجية وعلى رأسها جيمس فهو يرى أن الاضطرابات الفيزيولوجية هي أساس الإنفعال وأن الإنفعال مجرد شعور بتغيرات أجسادنا وأن الناس يقولون ان الانسان يدرك حيوان مفترس فيخاف ثم يهرب فهناك إدراك ، إنفعال ، استجابة ، ولكن ويليام جيمس يقول : إننا نرى حيوان فنهم ثم نخاف فهناك ادراك ، استجابة ، انفعال ومعنى هذا أن التغيرات الجسدية تعقب مباشرة إدراك الحادث المثير وأن شعورنا بهذه التغيرات هو الإنفعال .
نقد : إننا متفقون مع جيمس في القول بأن الجسد حاضر في كل انفعال غير أن التغيرات الجسمية لا تكفي وحدها لحدوث الانفعال فلا يكفي أن يرتجف الانسان ليشعر بالحزن أو الخوف وهل هؤلاء الذين يصطنعون انفعالات في أدوارهم منفعلون حقا فلابد من تدخل العقل بالاضافة الى رؤية حيوان مفترس داخل قفص لايثير أي تغيرات جسمية ، كما أن هناك هيجانات ليس لها تعليل سوى العناصر الذهنية كهيجان الحقد والغيرة .
مركبة : إذن الانفعال هو حالة نفسية وجسدية متكاملة ليترك فيها الكائن الحي إذ يقول أرسطو: (ان الانفعال ليس في النفس أو الجسد بل هو في الانسان)
خاتمة : لايمكن ارجاع الهيجان لأحد هذه العوامل السابقة دون الأخرى لأنها غير منفصلة فهو حالة انفعالية تشارك فيها الذات بمختلف جوانبها الجسمية والنفسية معا ، وكذلك نرى أن أي محاولة لفصل النفس عن الجسد أوإعطاء أحدهما الأولوية على الأخر هي محاولة فاشلة .